هل شعرت يومًا أنك تبذل جهدًا كبيرًا في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، ولكن وزنك لا ينخفض كما تتوقع؟ قد يكون السبب في ذلك متعلقًا بوظيفة الغدة الدرقية، الغدة الصغيرة التي تلعب دورًا حيويًا في تنظيم سرعة حرق الجسم للسعرات الحرارية.
ما هي الغدة الدرقية وما وظيفتها؟
الغدة الدرقية هي غدة صماء على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة، وتفرز هرمونات مهمة تُعرف بهرموني T3 (ثلاثي اليودوثيرونين) وT4 (ثيروكسين)، وهما المسؤولان عن تنظيم عملية الأيض (التمثيل الغذائي) في الجسم.
هذه الهرمونات تتحكم في سرعة استهلاك الطاقة، درجة حرارة الجسم، نشاط القلب، والمزاج.
دراسات علمية: توضح الأبحاث أن كل انخفاض بنسبة 10% في هرمونات الدرقية قد يؤدي إلى انخفاض معدل الأيض الأساسي بنسبة مماثلة تقريبًا، ما يعني أن الجسم يحرق سعرات أقل حتى لو لم يزد في الطعام!
المصدر: Mayo Clinic, 2024
كيف تؤثر الغدة الدرقية على الوزن؟
عند حدوث قصور أو خمول في الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، تنخفض مستويات هرموني T3 وT4، فيتباطأ الحرق، ويصبح الجسم “يدخر” السعرات على شكل دهون، مما يؤدي إلى الأعراض التالية:
- زيادة في تخزين الدهون.
- شعور بالتعب والإرهاق المستمر.
- بطء في حركة الجهاز الهضمي، مما يسبب انتفاخًا.
- زيادة الوزن حتى مع الالتزام بالنظام الغذائي.
- تساقط الشعر وجفاف البشرة
- الإمساك المزمن وضعف الهضم
- الشعور المستمر بالإرهاق والبرودة
- انتفاخ الوجه والأطراف
ملحوظة: ليس كل من يعاني من زيادة الوزن مصاب بقصور الدرقية، ولكن تجاهل الأعراض السابقة مع الفشل المتكرر في التنحيف يستدعي الفحص.
أسباب قصور الغدة الدرقية
تتعدد الأسباب المؤدية لخمول الغدة الدرقية، ومن أهمها:
- أمراض المناعة الذاتية: مثل التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو، وهو السبب الأكثر شيوعًا (70-80% من الحالات).
- نقص العناصر الغذائية: خاصة اليود والسيلينيوم، وهما عنصران أساسيان في إنتاج هرمونات الغدة.
- الأدوية: بعض الأدوية مثل أدوية الليثيوم والأميودارون قد تؤثر على وظيفة الغدة.
- العلاجات الإشعاعية: خاصة للرقبة والرأس.
- خلل في الغدة النخامية: التي تنتج هرمون TSH المنظم لعمل الغدة الدرقية.
- الأسباب الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
كيف تعرف أنك تعاني من قصور الغدة الدرقية؟
كما ذكرنا أن من أسباب خمول الغدة الدرقية، زيادة الوزن غير المبررة، برودة الأطراف، جفاف الجلد، الاكتئاب والتعب المزمن، بطء في التفكير والتركيز، هذه الأعراض تساعدك في الانتباه إلى احتمالية وجود خمول في الغدة الدرقية وبالتالي، يجب عليك اجراء فحص دم لقياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
من هم الأكثر عُرضة للإصابة بقصور الغدة الدرقية؟
وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية وجمعية الغدد الصماء الأمريكية:
- النساء: أكثر عرضة 5-8 مرات من الرجال، خاصة بعد سن الـ 35 وبعد الحمل والولادة
- ذوي التاريخ العائلي: للإصابة بأمراض المناعة الذاتية
- المتقدمون في العمر: تزداد نسبة الإصابة مع التقدم في العمر
- من لديهم حالات مناعية ذاتية أخرى: مثل السكري من النوع الأول أو التهاب المفاصل الروماتويدي
- النساء بعد انقطاع الطمث: بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة
- من يعانون من نقص اليود أو السيلينيوم
كيفية دعم الغدة الدرقية بشكل طبيعي
يمكن دعم وظيفة الغدة الدرقية من خلال:
- تناول اليود: اليود عنصر ضروري لإنتاج هرمونات الغدة، ويوجد في الأعشاب البحرية والمأكولات البحرية.
- السيلينيوم: معدن مهم لتحويل هرمون T4 إلى T3 النشط، ويوجد في المكسرات البرازيلية وبعض البذور.
- الألياف الغذائية: تساعد على تقليل الالتهابات وتعزز الهضم.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تنشط الأيض وتحسن وظيفة الغدة.
- التغذية المتوازنة: تجنب السكريات والكافيين الزائد، والاعتماد على أطعمة طبيعية.
- تقليل التوتر والحصول على نوم جيد: التوتر الدائم يرفع الكورتيزول ويعطل التوازن الهرموني، مما يزيد من خمول الغدة.
- الابتعاد عن العوامل المضرة بالغدة الدرقية مثل:
- التدخين: يزيد من خطر أمراض المناعة الذاتية للغدة
- الكافيين والكحول بكميات كبيرة: قد تؤثر على امتصاص أدوية الغدة
- النظم الغذائية القاسية: انخفاض السعرات الحرارية بشكل حاد قد يبطئ عمل الغدة
متى تحتاج للعلاج الطبي؟
يعتمد علاج قصور الغدة الدرقية بشكل أساسي على تعويض نقص الهرمونات من خلال دواء الليفوثيروكسين (T4 اصطناعي). يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- ظهور أعراض قصور الغدة المذكورة سابقًا
- صعوبة في إنقاص الوزن رغم اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة
- وجود تاريخ عائلي لأمراض الغدة الدرقية
- بعد الحمل والولادة، خاصة عند ظهور أعراض غير طبيعية
ملاحظة مهمة: لا ينصح بتناول مكملات هرمونات الغدة الدرقية دون وصفة طبية، فالجرعة الزائدة قد تكون خطيرة.
المكملات الغذائية ودعم وظائف الغدة الدرقية
قد تساعد بعض المكملات الغذائية في دعم صحة الغدة الدرقية، لكن يجب استخدامها بحذر وبعد استشارة الطبيب:
- مكملات اليود: في حالات النقص الموثقة فقط، الزيادة قد تكون ضارة
- مكملات السيلينيوم: قد تساعد في حالات التهاب الغدة المناعي
- الأشواغاندا: بعض الدراسات تشير إلى دورها في تحسين وظيفة الغدة
- الألياف الغذائية: تساعد على امتصاص المغذيات وتقليل الالتهابات
تحذير: لا تعتمد على المكملات كبديل للعلاج الطبي. استشر الطبيب قبل تناول أي مكمل، خاصة إذا كنت تتناول أدوية للغدة الدرقية.
150G Slim ودوره في دعم وظائف الغدة الدرقية فيما يتعلق في إدارة الوزن
تحتوي حبوب التنحيف التركية 150G Slim على مكونات داعمة لصحة الهضم وتقليل الالتهاب (الشمر، إكليل الجبل، الألياف النباتية)، وهي عناصر ترتبط بتحسين البيئة الهرمونية عمومًا.
كما أن توازن الألياف والمعادن في تركيبة المكمل يمكن أن يُساعد من يعاني من مشاكل في الهضم (وهو عرض شائع مع خمول الغدة)، ويدعم امتصاص المغذيات الأساسية للغدة مثل السيلينيوم والزنك.
ملاحظة مهمة: مكملات التنحيف ليست علاجًا لقصور الغدة الدرقية، لكنها تدعم رحلة خسارة الوزن عند من يُعانون من بطء الحرق الناتج عن مشاكل الغدة، بشرط أن تكون ضمن نظام صحي متكامل وتحت إشراف طبيب.
خلاصة
إذا كنت تعاني من صعوبة فقدان الوزن رغم كل المحاولات، فربما عليك التفكير في فحص الغدة الدرقية. صحة الغدة لا تؤثر فقط على وزنك، بل على طاقتك ومزاجك وحياتك بالكامل.
ادعم جسمك بالغذاء المتوازن، عناصر مهمة كاليود والسيلينيوم، استشر طبيبًا مختصًا لإجراء الفحوصات اللازمة، اتبع العلاج الطبي الموصوف بدقة،
دعم صحة الغدة من خلال نمط حياة صحي وتغذية متوازنة، كن صبورًا، فاستعادة التوازن الهرموني تستغرق وقتًا
للمزيد عن مشاكل الحرق وخيارات دعم الوزن الطبيعي، اقرأ أيضًا:
- لماذا تفشل الحميات رغم التزامك؟ حقائق نفسية وهرمونية
- الهرمونات والسمنة: كيف تتحكم كيمياء جسمك في وزنك؟
مصادر علمية: