لطالما ارتبطت كلمة “دهون” في الأذهان بالصورة السلبية وزيادة الوزن، لكن العلم الحديث يكشف أن الدهون ليست عدوًا مطلقًا، بل عنصر أساسي لا غنى عنه للصحة والطاقة وبناء الجسم. تتنوع الدهون في مصادرها ووظائفها، وتختلف تأثيراتها بحسب نوعها وكميتها وطريقة استهلاكها. في هذا المقال الأكاديمي، سنعرض الأنواع المختلفة للدهون، كيف يستفيد منها الجسم، متى تكون ضارة أو مفيدة، ودورها في إدارة الوزن والطاقة، مدعومين بأحدث الأبحاث العلمية والتوصيات الصحية.
ما هي الدهون؟ وما هي وظائفها في الجسم؟
الدهون (Lipids) هي مركبات عضوية غير قابلة للذوبان في الماء، وتشكل جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي البشري. تكمُن أهميتها في:
- توفير مصدر مركّز للطاقة (كل غرام دهون = 9 سعرات حرارية)
- تكوين أغشية الخلايا
- دعم امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون (A، D، E، K)
- تصنيع الهرمونات الحيوية (مثل هرمونات الجنس والكورتيزول)
- حماية الأعضاء والعزل الحراري
أنواع الدهون الغذائية
1. الدهون غير المشبعة (Unsaturated Fats):
- الدهون الأحادية غير المشبعة (Monounsaturated): توجد في زيت الزيتون، الأفوكادو، المكسرات.
- الدهون المتعددة غير المشبعة (Polyunsaturated): أشهرها أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6، وتوجد في الأسماك الدهنية، بذور الكتان، الجوز، زيت دوار الشمس.
- الفوائد: هذه الدهون تدعم صحة القلب، تقلل الكوليسترول الضار، وتساهم في تحسين حساسية الإنسولين.
2. الدهون المشبعة (Saturated Fats):
- توجد في المنتجات الحيوانية (اللحوم الحمراء، الزبدة، الجبن)، وبعض الزيوت النباتية (زيت النخيل، جوز الهند).
- التوصية الصحية: يجب الاعتدال في تناولها؛ لأن الإفراط مرتبط بزيادة الكوليسترول الضار وخطر أمراض القلب.
3. الدهون المتحولة (Trans Fats):
- تنتج صناعيًا أثناء معالجة الزيوت النباتية (الهدرجة الجزئية)، وتوجد في المخبوزات الجاهزة والأطعمة السريعة.
- الخطر: ترتبط بزيادة واضحة في أمراض القلب والسكري وزيادة الوزن.
كيف يستفيد الجسم من الدهون؟
- تُستخدم الدهون كمصدر طويل الأمد للطاقة، خاصة أثناء الصيام أو ممارسة النشاط البدني طويل المدة.
- عند انخفاض مخزون الغلوكوز، يبدأ الجسم في تكسير الدهون لإنتاج الطاقة (عملية تُسمى β-oxidation).
- الدهون ضرورية لامتصاص بعض العناصر الغذائية المهمة، ولنمو الدماغ والجهاز العصبي، خاصة في الأطفال.
الدهون وخسارة الوزن: حقائق علمية
- الدهون لا تعني بالضرورة زيادة الوزن: السمنة تحدث بسبب زيادة السعرات الحرارية الكلية، وليس من الدهون وحدها.
- الدهون الصحية تساعد في الشبع: تناول الدهون غير المشبعة باعتدال يساعد على كبح الشهية ويمنح إحساسًا بالرضا، ما يساهم في نجاح الحميات طويلة الأمد.
- أنظمة الكيتو ولو-كارب: تعتمد بشكل أساسي على الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات، وأثبتت فعاليتها في إنقاص الوزن وتحسين بعض المؤشرات الصحية عند تطبيقها بشكل صحيح.
- الإفراط في الدهون المتحولة أو المشبعة ضار: يرتبط بزيادة الالتهابات، مقاومة الإنسولين، وزيادة مخاطر الأمراض المزمنة.
الدهون وصحة القلب والشرايين
- الدهون غير المشبعة (خاصة أوميغا 3) تقي من أمراض القلب والأوعية.
- الدهون المشبعة والمتحولة ترفع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) وتزيد خطر التصلب العصيدي.
- استبدال الزبدة والسمن النباتي بزيت الزيتون أو الزيوت النباتية غير المهدرجة يقلل من المخاطر القلبية.
كيف تختار الدهون في نظامك الغذائي؟
- ركز على المصادر الطبيعية غير المعالجة: زيت الزيتون، الأسماك، المكسرات، الأفوكادو.
- قلل من المنتجات الصناعية والمقالي والوجبات السريعة.
- اعتدل في تناول الدهون المشبعة (منتجات الألبان واللحوم الحمراء)، وابتعد قدر الإمكان عن الدهون المتحولة.
- دمج الدهون مع الألياف و البروتين يمنح شعورًا بالشبع ويدعم التوازن الغذائي.
هل للمكملات الغذائية علاقة بامتصاص أو حرق الدهون؟
بعض المكملات الغذائية تدعم عمليات حرق الدهون عبر تحسين الأيض أو كبح الشهية، لكنها ليست بديلًا عن نظام غذائي متوازن.
مكونات مثل الشاي الأخضر أو مستخلصات النباتات تُسهم في تعزيز أكسدة الدهون، مثل منتج التنحيف 150G Slim هو داعم إضافي ضمن خطة غذائية متكاملة، مع ضرورة التركيز على السلوك الغذائي الصحي كأساس للنجاح.
خاتمة
الدهون عنصر أساسي للحياة، وليست العدو كما شُوّهت صورتها لعقود. السر في التوازن، اختيار المصادر الصحية، وعدم الإفراط في الأنواع الضارة. الفهم العميق للدهون يمكن أن يغيّر نظرتك للتغذية ويساعدك في تحقيق أهدافك الصحية والرشاقة بثبات وأمان.
مراجع موثوقة للمزيد من القراءة:
- Harvard T.H. Chan School of Public Health – Types of Fat
- Mayo Clinic – Dietary fats: Know which types to choose
- American Heart Association – Fats