الرياضة في وقت الصيام المتقطع: هل يحرق الجسم دهونًا أكثر؟

يُعتبر الصيام المتقطع من أكثر الاتجاهات الغذائية شيوعًا في السنوات الأخيرة، حيث يعتمد على تناوب فترات الأكل والصيام لتحقيق فوائد صحية متعددة. ومع تزايد الاهتمام بهذا النمط الغذائي، برز سؤال مهم: هل ممارسة الرياضة أثناء فترة الصيام تزيد من حرق الدهون؟ وما هي الآثار الإيجابية والسلبية لهذا الأسلوب؟

فهم الصيام المتقطع وآلية عمله

الصيام المتقطع ليس نظامًا غذائيًا بالمعنى التقليدي، بل هو نمط لتوقيت الوجبات يتضمن دورات منتظمة من الأكل والصيام. الأنماط الأكثر شيوعًا تشمل طريقة 16:8 (الصيام لمدة 16 ساعة والأكل خلال 8 ساعات)، وطريقة 5:2 (الأكل طبيعيًا لخمسة أيام والتقليل من السعرات في يومين)، والصيام لمدة 24 ساعة مرة أو مرتين أسبوعيًا.

عندما نصوم، يحدث تغيير جذري في عملية الأيض. بعد استنفاد الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات خلال 12-16 ساعة من الصيام، يبدأ الجسم في الاعتماد على مصادر طاقة بديلة، وهنا تبدأ عملية تحليل الدهون المخزنة لإنتاج الطاقة. هذه الحالة تُعرف بـ “الكيتوزيس”، حيث ينتج الكبد الكيتونات من الأحماض الدهنية لتوفير الطاقة للدماغ والعضلات.

العلم وراء ممارسة الرياضة أثناء الصيام

حرق الدهون المعزز

الأساس العلمي لممارسة الرياضة أثناء الصيام يكمن في حالة استنفاد الجليكوجين. عندما تكون مخازن الجليكوجين في العضلات والكبد منخفضة أو مستنفدة، يضطر الجسم للاعتماد بشكل أكبر على الدهون كمصدر للطاقة. الدراسات تشير إلى أن التمارين الرياضية في حالة الصيام يمكن أن تزيد من أكسدة الدهون بنسبة تصل إلى 20-30% مقارنة بالتمارين بعد تناول الطعام.

التكيفات الفسيولوجية

ممارسة الرياضة أثناء الصيام تحفز تكيفات فسيولوجية مهمة. تزداد حساسية الإنسولين، مما يعني أن الجسم يستطيع استخدام الجلوكوز بكفاءة أكبر عندما يتوفر. كما تتحسن قدرة الخلايا على استخدام الدهون كوقود، وهو ما يُعرف بـ “المرونة الأيضية”. هذه التكيفات تستمر حتى بعد انتهاء فترة الصيام وتناول الطعام.

الهرمونات والإشارات الخلوية

الصيام يؤثر على مستويات هرمونات مختلفة تلعب دورًا في حرق الدهون. ينخفض مستوى الإنسولين، وهو هرمون يثبط تحليل الدهون، بينما ترتفع مستويات هرمونات أخرى مثل الأدرينالين والنورأدرينالين التي تحفز تحليل الدهون. كما يزداد إفراز هرمون النمو، الذي يساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية ويحفز حرق الدهون.

أنواع التمارين المناسبة أثناء الصيام

التمارين الهوائية منخفضة الشدة

التمارين الهوائية منخفضة إلى متوسطة الشدة تُعتبر الأكثر فعالية أثناء الصيام. المشي السريع، الجري الخفيف، ركوب الدراجة بوتيرة معتدلة، والسباحة الهادئة جميعها خيارات ممتازة. هذه التمارين تسمح للجسم بالاعتماد بشكل أساسي على الدهون كمصدر للطاقة دون الحاجة لجلوكوز سريع المفعول.

تمارين القوة والمقاومة

تمارين المقاومة أثناء الصيام يمكن أن تكون مفيدة لكن تتطلب حذرًا أكثر. من المهم تقليل الشدة والحجم مقارنة بالتمارين في حالة التغذية الطبيعية. التركيز يجب أن يكون على الحفاظ على الكتلة العضلية وليس بناء عضلات جديدة، خاصة في بداية التكيف مع هذا النمط.

تعرف أكثر على الفرق بين تمارين المقاومة والتمارين الهوائية

التمارين عالية الشدة: احذر!

التمارين عالية الشدة مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) أو رفع الأثقال الثقيلة قد لا تكون مناسبة أثناء الصيام لمعظم الأشخاص. هذه التمارين تتطلب جلوكوز سريع التوفر، وقد تؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، الدوخة، والإعياء.

الفوائد المحتملة للرياضة أثناء الصيام

الرياضة في وقت الصيام المتقطع: هل يحرق الجسم دهونًا أكثر؟

زيادة حرق الدهون

الفائدة الأساسية والأكثر جذبًا هي زيادة معدل حرق الدهون. الدراسات تشير إلى أن التمارين في حالة الصيام يمكن أن تحرق دهونًا أكثر بنسبة 20-30% مقارنة بالتمارين بعد تناول الطعام. هذا يعني أن ساعة واحدة من التمارين أثناء الصيام قد تعادل ساعة وربع من التمارين في الحالة العادية من ناحية حرق الدهون.

تحسين الحساسية للإنسولين

ممارسة الرياضة أثناء الصيام تعزز حساسية الإنسولين بشكل كبير. هذا يعني أن الجسم يحتاج لكمية أقل من الإنسولين لمعالجة الجلوكوز، مما يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني ويحسن التحكم في مستوى السكر في الدم.

تعزيز الأداء الأيضي

التدريب أثناء الصيام يحسن ما يُعرف بـ “المرونة الأيضية” – قدرة الجسم على التبديل بسهولة بين استخدام الجلوكوز والدهون كمصدر للطاقة. هذا التحسن يستمر حتى بعد انتهاء فترة الصيام ويحسن الأداء الرياضي العام.

الفوائد الإدراكية

بعض الدراسات تشير إلى أن ممارسة الرياضة أثناء الصيام قد تحسن الوظائف الإدراكية والتركيز. هذا قد يكون نتيجة لإنتاج الكيتونات التي تُعتبر مصدر طاقة فعال للدماغ.

المخاطر والتحديات

انخفاض مستوى السكر في الدم

أكثر المخاطر شيوعًا هو انخفاض مستوى السكر في الدم (نقص السكر في الدم)، والذي يمكن أن يسبب الدوخة، التعرق، الارتباك، وفي الحالات الشديدة، فقدان الوعي. هذا الخطر يزداد مع التمارين الشديدة أو المطولة.

فقدان الكتلة العضلية

إذا لم تُمارس بشكل صحيح، الرياضة أثناء الصيام قد تؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية. هذا يحدث عندما يضطر الجسم لتحليل البروتينات العضلية للحصول على الأحماض الأمينية اللازمة لإنتاج الجلوكوز.

الجفاف وخلل التوازن الكهربائي

الصيام يمكن أن يؤثر على توازن السوائل والأملاح في الجسم، وممارسة الرياضة تزيد من فقدان السوائل والأملاح من خلال التعرق. هذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف وخلل في توازن الكهارل.

التعب والإرهاق

كثير من الأشخاص يشعرون بالتعب والإرهاق أثناء ممارسة الرياضة في حالة الصيام، خاصة في البداية قبل أن يتكيف الجسم مع هذا النمط.

الفئات التي يجب أن تتجنب هذا الأسلوب

مرضى السكري

الأشخاص المصابون بداء السكري، خاصة من النوع الأول أو الذين يتناولون أدوية خفض السكر، يجب أن يتجنبوا ممارسة الرياضة أثناء الصيام إلا تحت إشراف طبي صارم، حيث أن خطر انخفاض السكر في الدم يكون عاليًا جدًا.

الحوامل والمرضعات

النساء الحوامل والمرضعات لديهن احتياجات غذائية خاصة ولا يُنصح لهن بممارسة الصيام المتقطع أو الرياضة أثناء الصيام.

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل

الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع اضطرابات الأكل يجب أن يتجنبوا هذا النمط لأنه قد يؤدي إلى انتكاسة في حالتهم.

كبار السن والأطفال

كبار السن والأطفال أكثر عرضة لمضاعفات انخفاض السكر في الدم والجفاف، لذا يُنصح بتجنب هذا الأسلوب أو ممارسته تحت إشراف طبي.

نصائح عملية للبدء بأمان

البدء التدريجي

من المهم البدء بتمارين خفيفة وقصيرة المدة، مثل المشي لمدة 20-30 دقيقة، ثم زيادة الشدة والمدة تدريجيًا مع تكيف الجسم. العجلة في هذا الأمر قد تؤدي إلى نتائج عكسية.

مراقبة الإشارات الجسدية

الإصغاء للجسم أمر بالغ الأهمية. إذا شعرت بدوخة، غثيان، تعرق مفرط، أو ضعف شديد، يجب التوقف فورًا وتناول شيء يحتوي على سكر سريع الامتصاص.

الحفاظ على الترطيب

شرب الماء بكثرة قبل وأثناء وبعد التمرين أمر ضروري. يمكن إضافة قليل من الملح أو شرب مشروبات تحتوي على الكهارل إذا كان التمرين مطولًا.

اختيار التوقيت المناسب

من الأفضل ممارسة الرياضة في نهاية فترة الصيام، قبل الوجبة الأولى مباشرة. هذا يسمح بتجديد الطاقة والسوائل بسرعة بعد التمرين.

التغذية بعد التمرين

الوجبة الأولى بعد التمرين والصيام يجب أن تحتوي على بروتين عالي الجودة لإصلاح العضلات، كربوهيدرات لتجديد مخازن الجليكوجين، وسوائل لتعويض ما فُقد من الماء والأملاح.

الأدلة العلمية: ماذا تقول الدراسات؟

دراسات حرق الدهون

دراسة نُشرت في مجلة Journal of Nutrition and Metabolism عام 2016 أظهرت أن الرجال الذين مارسوا التمارين الهوائية أثناء الصيام حرقوا دهونًا أكثر بنسبة 20% مقارنة بالذين مارسوا نفس التمارين بعد تناول الطعام. كما أظهرت الدراسة تحسنًا في التركيب الجسدي وانخفاضًا في نسبة دهون الجسم.

دراسات الأداء الرياضي

دراسة أخرى في European Journal of Applied Physiology وجدت أن التدريب أثناء الصيام حسّن من قدرة العضلات على استخدام الدهون كوقود، لكنه قد يؤثر سلبًا على الأداء في التمارين عالية الشدة على المدى القصير.

دراسات صحة القلب والأوعية الدموية

بحث نُشر في American Journal of Physiology أشار إلى أن الجمع بين الصيام المتقطع والتمارين الرياضية يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية، يقلل من ضغط الدم، ويحسن من مستويات الكوليسترول.

نصائح التغذية والتعافي

الوجبة الأولى بعد التمرين

يجب أن تحتوي على نسبة 3:1 أو 4:1 من الكربوهيدرات إلى البروتين لتحقيق أفضل تعافي. أمثلة جيدة تشمل الشوفان مع الفواكه والمكسرات، أو خبز القمح الكامل مع البيض والأفوكادو.

مكملات مفيدة

بعض المكملات قد تكون مفيدة مثل الأحماض الأمينية المتشعبة (BCAAs) قبل التمرين لحماية العضلات، والكرياتين لتحسين الأداء، والكهارل لمنع الجفاف.

أهمية النوم

النوم الجيد أساسي للتعافي والتكيف مع هذا النمط. قلة النوم تؤثر سلبًا على قدرة الجسم على حرق الدهون وبناء العضلات.

هل هناك مكملات تخسيس تدعم الصيام المتقطع وتحفز حرق الدهون؟

بالإضافة إلى العناصر الغذائية والمكملات الكلاسيكية مثل BCAA والكرياتين، ظهرت مكملات تخسيس عشبية طبيعية مثل 150G Slim كخيار واعد لمن يتبع الصيام المتقطع. يتميز هذا المكمل باحتوائه على تركيبة فريدة من النباتات مثل الزنجبيل، القرفة، الشمر، وإكليل الجبل، وهي مكونات تُعرف بقدرتها على:

  • تحفيز الأيض بشكل طبيعي
  • دعم الجهاز الهضمي خلال فترات الصيام
  • كبح الشهية دون التأثير على سكر الدم
  • تعزيز الطاقة العامة دون السكريات

الأهم من ذلك أن كبسولات 150G Slim لا تحتوي على سعرات حرارية تكسر الصيام المتقطع، مما يجعلها مناسبة للاستخدام خلال ساعات الصيام لدعم الالتزام وتحقيق نتائج أسرع دون إرهاق الجسم أو تعطيل حالة الحرق.

ملحوظة: كما هو الحال مع أي مكمل، يُفضل دائمًا استشارة مختص تغذية قبل البدء به، خاصة لمن لديهم حالات صحية خاصة، كما أننا في شركة 150G Slim ملتزمون بمتابعة الحالات والرد على الاسئلة والاستفسارات لعملائنا مع اخصائية التغذية الخاصة بالشركة، التي تجيب عن كافة الاستفسارات وتساعدكم في عملية نزول الوزن إلى جانب حبوب التنحيف وخصائصها في الحرق

الخلاصة والتوصيات

ممارسة الرياضة أثناء الصيام المتقطع يمكن أن تكون استراتيجية فعالة لزيادة حرق الدهون وتحسين الصحة الأيضية، لكنها ليست مناسبة للجميع وتتطلب نهجًا حذرًا ومدروسًا. الأدلة العلمية تدعم فكرة أن الصيام يمكن أن يعزز حرق الدهون أثناء التمرين، لكن هذا يأتي مع مخاطر محتملة يجب أخذها في الاعتبار.

للحصول على أقصى فائدة مع تقليل المخاطر، يُنصح بالبدء تدريجيًا، التركيز على التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة، مراقبة إشارات الجسم باستمرار، والحصول على استشارة طبية إذا كان لديك أي حالة صحية. الهدف هو إيجاد توازن يحقق الفوائد المرجوة دون المساس بالصحة العامة أو الأداء الرياضي.

في النهاية، النجاح في هذا الأسلوب يعتمد على الفهم الصحيح للمبادئ العلمية، التطبيق التدريجي والحكيم، والاستمرارية في المراقبة والتقييم. مع الممارسة الصحيحة، يمكن أن يكون الجمع بين الصيام المتقطع والرياضة أداة قوية لتحسين التركيب الجسدي والصحة العامة.

 

مصادر:

عرض حتى 30 يوليو
التوصيل مجاني والدفع عند الاستلام
متبقي على العرض
Days
Hours
Min
Sec
بعد تعبئة الفورم سيتواصل معك فريق الدعم الفني فوراً